ومررت بصالات أخري وفي خضم صالة من الصالات كانت تعرض كتب بأسعار زهيدة حيث أنها كانت في حالة تصفية
أخذت أبحث عن أي شيئ يمكن قرائته لم أجد
وبرغم ذلك رأيت كتاب اسمه الوعي والثورة
دراسة في حياة وجهاد الشيخ عز الدين القسام
وكان سعره زهيد 3 جنيهات ويقع في حوالي 220 صفحة
طبعاً لا أعرف عز الدين القسام ولم أقرأ عنه أي شيئ فيما مضي
ولكني أعرف الاسم
ولكن لماذا أنا أعرف الاسم
إنها ذاكرة الوطن
لم تنسي فلسطين عز الدين القسام
فأنشأت كتائب القسام وصواريخ القسام
فبموت الرجل لم تمت ذكراه إذ ترك ما يذكر الناس به ألا وهو مواقفه
تري بعد مرور سنين من الآن كم من الناس سيذكر أو يتذكرأحد ممن عاشوا في تلك المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة هل سيتذكرونك أنت
ومن سيكون هذا المذكور الخالد في ذاكرة الوطن وروحها وماذا سيقولون؟
.......................
ورأيت ألعاب أخري من ألعاب الذكاء واشتريت أشكال لم أكن إشتريتها بالأمس تسمي puzzle rings
ثم دخلت قاعة ووجدت كتاب كبير بمسمي سلسلة الفن العالمي
وهي عبارة عن ترجمة لأشهر الرسامين العالميين وصور ملونة لأهم لوحاتهم حوالي 20 أو أكثر لوحة لكل فنان بحجم كبير ملونة
وسعرها 15 جنية فأخذت أقلب بينها لأختار
بدأت بليوناردو دافنشي
ونظرت علي صورة العشاء الأخير إذ مازال ذهني يتذكر كلام دان براون في قصته الرائعة دافنشي كود
وفعلاً وجدت إن الصورة التي بجوار المسيح ليس حواريي بل تشبه صورة إمراة ووجدت فعلاً أنهما يشكلان حرف v
رمز الكأس المقدسة علي ماذكر براون في الكتاب
وقصة دافنشي كود من أروع القصص التي تقرأها وبها بعض الإجابات لأسئلة محيرة جداً
منها مثلا اليهود عبر تاريخهم مستذلين ، منبوذين
وما سر علاقة الكنيسة باليهود نحن نعلم أنه لم لم يُقتل بنص القرآن الكريم بل رُفع ، ورغم إنهم يعتقدون أن اليهود قتلوه وصلبوه تجد هذا الولاء - الغير عادي من حكومات ودول مسيحية المعتقد – والدعم التام لليهود ، وكيف أصبح لليهود ذلك النفوذ
ففي الكتاب تصور وطرح لذلك
لا أوافق مع كل ما في الكتاب ، ولكنه جدير بالقراءة
ولم أجد في الألبوم صور تحفزني علي الإقتناء مع الاعتراف بعبقرية الرجل ففي مكتبتي كتابه الرائع نظرية التصوير
وتحولت علي فان جوخ ووجدت بألبومه عدة صور رائعة تجعل العقل يسبح في الخيال فأقتنيته علي الفور
ورأيت بعض الصور في البوم سلفادور دالي تستحق التأمل خاصة وإني كنت قرأت كتابه يوميات عبقري فإن البومه المصور يجعلني أرسم صورة جيدة علي الأقل صحيحة إلي حد ما للرجل
ولكن عندما اشتريت المجلات المصورة أعطوني خصم 10% في حين أني كنت أعلم من الأمس أن الخصم 20%
عندها عرفت أني بالأمس كنت أراها في مقر أخبار اليوم اما اليوم إني اشتريها من الهيئة المصرية للكتاب
فهناك فرق 10% خصم
وذلك يعني أنه إن أعجبك كتاب في أي صالة عرض أعرف ما الدار الناشرة له وتوجه إليها لتشتريه منها وستحصل علي أكبر خصم ممكن
ثم رأيت كتاب لأمين الخولي ذلك الفحل العملاق من أدبائنا ومجددينا
الكتاب بعنوان الأعمال الكاملة أمين الخولي
مالك بن أنس ثلاثة أجزاء في مجلد واحد
وهذا أثار ما في نفسي من شجون فأنا لا أعتقد في الصدف بل ما يغلب علي هو الاعتقاد بأن الأمر مدبر سلفاً فكل ما يقع لك وفق خطة دقيقة عليك كشف أستارها وخباياها وفهم الإشارات والعلامات
فترجمة مالك ابن أنس لأمين الخولي ليس مجرد كتاب بل ربما مرحلة أو نقلة ، فكم كنت أأن وأشتكي من التراجم المشوهة لأعلام علماء الاسلام وفحوله
وتذكرت كم كنت حزين في رمضان الماضي حين كنت أسمع بعض الدروس علي القنوات الفضائية عن أبو بكر وعمر وغيرهما من أسلافنا العظماء فكانت الترجمة ركيكة لا يعني صاحبها إلا بنقل المأثور في وصف الرجال وقول سبحان الله والتعجب
ذكرني هذا بذاك وذكرني بكلام آخر لأمين الخولي حين كان يأن ويشتكي أننا فقدنا الحس الجمالي في الأدب واللغة فتجد الكلام صحيحاً لُغوياً ولكنه غير جميل لا تسمع فيه ذاك النغم الآخاذ المتدفق إلي أعماق النفس الباعث علي التأثير والانفعال فهذا هو لب القضية لدينا كلمات وشعارات وجمل وخطب وكتب ومؤلفات ولكنها بدون روح
فهي موات ولا يستطيع الموت أن يهب الحياة
وذكرني أيضاً بكلام رائع لأمين الخولي في كتابه فن القول وهو يصف النهضة المصرية الأخيرة ( من الحملة الفرنسية) إذ قال:
تتميز النهضة المصرية الأخيرة ب:
1- غفلة الفكرة
2- تعثر الإرادة
3- تداخل الأهداف
4- الصراع العنيف بين أصالة الشخصية القومية ، وبين عاطفة التردد والمحاكاة
وكتابه فن القول الذي وضع فيه منهج لنهضة الأدب والبلاغة يصلح منهجاً لفروع أخري من العلوم والمعارف التي تحتاج إلي مثل ذلك التجديد
منها علم أصول الفقه والفقه بل أيضا العقيدة
تحتاج إلي إعادة نظر في طريقة تدريسها بحيث تعلم للاعتقاد والتفاعل بها في واقع حي ديناميكي وليست للجدل والنقاش
وهذه كانت طريقة الصحابة يتعلمون ليعملوا ففي كل حديث او آيه يتعلمونها تزداد جوارحهم بها خضوعا وإنابة ويقينا وطاعة
وتزداد الأرض بذلك إشراقاً وضياءاً
ودخلت علي شكسبير لاقيت بعض الكتب التي لم تكن لدي من روائعه
وبعض الكتب الاخري الأدبية والنقدية و...
وهذه كانت الجولة الثانية في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق