الأحد، 19 فبراير 2012

معرض الكتاب 2009 - 2

معرض الكتاب أكشن ثاني مرة 2009
بعد رحلة اليوم الأول لمعرض الكتاب
لم أستطع أن أقاوم إغراء الكتب وأخلد للنوم مع شدة الإعياء
فقمت ملأت الترمس بالشاي وعملت فيشار بعدما أكلت وجبة مشبعة من العشاء اللذيذ ، وكان هناك صراع عنيف بين الكتب بأيهم أبدأ (علي طريقة أكلك منين يابطة ) ورغم علمي أن الليل مهما طال لن أستطيع أن أُنهي كتاب أو إثنين ولكني كنت اقرأ بنهم تتقلب الصفحات بوقع لذيذ مع صوت الفيشار المقرمش
وبعدما نفذ المخزون الاستراتيجي من القوة والمقاومة والرغبة والممانعة أستسلم الجسد للنوم وظننت إني لن أستيقظ إلا بعد ثمان ساعات علي الأقل ولكن ما حدث غير ذلك إذ هم ثلاث ساعات فقط حتي وجدت نفسي أشعر باضطراب وقلق لا أستطيع معه النوم كمن يخشي ان يفوته اللقاء مع محبوب طال إنتظاره
إستيقظت عملت لي نسكافيه مع إفطار خفيف وأنتظرت حتي يحين موعد اللقاء
هاهو اللقاء الثاني

اليوم دخلت من الباب الثاني للمعرض تسارع النفس وزيادة دقات القلب أصبحت هي العلامات المصاحبة لدخول المعرض
دخلت صالات لا أذكر أني كنت دخلتها في الأعوام الماضية

وفي وسط رأيت من يبيع العملات والطوابع قلت فرصة بما ان البورصة اليومين دول مش تمام نحول الاسهم لعملة وأهو كله إستثمار
ذكرني هذا بماضي ضارب في الماضي بجذر عميق إذ كنت في صغري أجمع العملات ولكن كان معظمها عملات معدنية ( ومازلت أحتفظ بها وتلعب بها أولادي ) فقررت شراء بعض العملات الورقية
وكانت لحظات ممتعة حقاً أن انظر إلي عملات الدول واتخيل ما عليه تلك الدول من ثقافة وفن وحضارة وعلم وتاريخ و...
وكأنها رحلة لتلك الدول وأنت واقف مكانك الصورة والألوان والارقام هذه هي كل ما تحمله الورقات النقدية لأي دولة ولكنها تحمل عنوان الأمة وثقافتها وحضارتها ، في ورقة واحدة بكلمات قليلة وألوان قليلة وأرقام وشيئ من الإبداع ترمز إلي تاريخ شعب وطموحه ومستقبله روح شعب في ورقة واحدة
كانت تجربة رائعة أشبه بزيارة إحدي المتاحف ولكن بتكلفة ومجهود قليل
قطع فيها العقل مسافات شاسعة من اليابسة دخل غابات وأنتقل عبر القارات
إشتريت 6 عملات ورقية ولكن ماهو مقاييس إختيار العملة
طبعاً جامعي العملة لديهم قواعد ومنهج في إنتقاء العملة منها القدم فكلما كانت العملة قديمة كلما كانت أقيم
ولكني رأيت رأي آخر وأخذت طريقاً آخر
أخذت أقلب العملات الورقية كمن ينظر إلي لوح فنية رسمها بنان بارع يصف فيها شعب بأكمله
وتلك النظرة كم كانت مفيدة وثرية ، لم انظر إلي الدول أو إلي قيمة الورقة النقدية الأصلية ( وليس سعرها)
وأصابني ذهول بعدما أخذت أدقق في الورقات المختارة إذ وجدتها للدول التالية
زامبيا – بيرو –زمبابوي – المكسيك –البرازيل - اليابان

طبعا كان هناك صور أخري رائعة ولكنها كانت خارج المستهدف السعري الذي وضعته لتلك التجربة الغريبة الرائعة
هل لذلك مدلول هل في ذلك إشارات أو علامات
هل تلك العملات الرائعة الفنية بها مؤشر أي مؤشر
علمني العمل في البورصة إستشراف المستقبل من الحاضر والماضي
أظن أنها تجربة لن تمر مر الكرام بل لها ما بعدها

عندما مررت بتجربة العملة تركت نفسي بلا خطة ، تسوقني قدماي مقودة بالمغامرة وروح الاستكشاف
دخلت مكتبة الاسكندرية
وكانت أيضاً تجربة أخري رائعة
وجدت ألبوم مصور كبير يسمي ذاكرة القاهرة المصورة
عندها شعرت بقشعريرة في جسدي تخللت كل أعضائي
وكأنك وقفت امام أمرأة رائعة الجمال فاتنة وأنت لها عاشق ولهان ثم تبدت لك بغير إنتظار أو توقع ورغم أن نظر الفجأة معفو عنه إلا إنك لا تستطيع أن تشيح بوجهك
فأخذت أقلب صفحات الوطن وكانها رحلة أخري من الرحلات الخارقة لقوانين الزمن ولكنك تذهب عبر بوابة الزمن إلي الماضي تشم وتستنشق عبق التاريخ
ووجدت ألبوم مصور لقصر عابدين وهو أيضاً فائق الجمال
وكان شعور غريب يتملكني وأنا في مكتبة الأسكندرية وكأنك في محراب التاريخ ، ليس تاريخ بلد أو وطن ، بل أزداد الشعور كثافة وعمقاً ، إه تاريخ الإنسانية
وما مصر بتاريخها وحضارتها إلا أقدم تاريخ للإنسانية جمعاء
ملخص لقصة الإنسان علي الأرض
وأدركت كم نحن مفرطين في حقنا التاريخي الرائد لقيادة كوكب الأرض
وجدت أيضاً كتاب في صورة ألبوم عن مجلس الشعب ومجلس الشوري
وكتاب لتعلم الهيروغلوفية
هذا هو المجلس الذي يحكم هذا الشعب
هذا هو دستور المصريين
لم أملك إلا أن أقتنيت نسخة من كتاب مجلس الشعب
وكم كنت فرحاً مسروراً بحياذتي لتلك النسخة الفاخرة من كتاب مجلس الشعب الذي به نسخة من الدستور المصري
وتذكرت الدستور الجريدة وقلت كم هي المفارقات أن يتحول الاسم الدستور المصري بكل عراقة وهيبة إلي مجرد جريدة معارضة تعرض علي صفحاتها الترهات والخناقات التي في كثير من الأوقات ما هي إلا مجرد تنفيس عن الكبت الشعبي للأوضاع المأساوية التي تعيشها الأمة في الوقت الراهن
وفي نفس الوقت لا تملك أي رؤية موضوعية عن مخرج أو حل ، أو خطوات نحو التغيير إلي حال أحسن
كما أنها تشوه معني وقيمة الدستور في الأذهان المصرية


ولي قاعدة أذا كان الشيئ لا يحدث أي تغيير للواقع سواء علي المدي القصير أو الطويل فإنه يصبح من مبررات الواقع وروافد ومسوغات وعوامل بقاءه ، فليس كل ضد للخطأ صوابعلي رأي واحد صاحبي أراد أن يجعلني أشاهد فيلم عربي قال لي ده أسمه ضد الحكومة ياعني حلو
بل الصواب هو الصواب هو الحق وهو ما يدحر الخطأ والباطل ويلاشيه


فاصل ونواصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق