فن القراءة الإبداعية
عدة مقالات كنت كتبتها في مدونة خطوات نحو التغيير
أنقلها هنا مجمعه
فن القراءة الإبداعية 2في صفحة الوفيات نقرأ التعازي ولكن هل نقرأ غيرها هناك من قرأ من صفحة الوفيات عبرفترة من الزمن أسماء شخصيات مهمة ورتبها العسكرية وضم هذه المعلومات معا وكان سببا في انتصار دولته في الحرب إذ أصبح لديهم كشف بالرتب العسكرية واسماء الجنرالات وغيرها
تلك قراءة إبداعية
فالقراءة الإبداعية هي قراءة شئ لم يذكره الكاتب ، أو لم يقصده ، ليست قراءة ما بين السطور بل قراءة ربما مالم يخطر علي قلب أو خاطر الكاتب نفسه
القراءة الإبداعية هي طريقتك أنت في توظيف النص المقروء لتحل مشاكلك أنت التي لا يعرفها الكاتب ، أو التي ربما عرفها ولكن لا يعرفك أنت وبالتالي لا يعرف خصوصياتك أنت التي تقلب موازين النصائح رأسا علي عقب
سؤال كان دوما يحيرني القراءة أم التفكر ؟
القراءة الإبداعية هي قراءة النص ليلهمك ويجعلك تفكر ، فالقراءة هي مفتاح الخيال فمن تقيد بما هو مكتوب فذلك قارئ كلاسيكي أما القارئ المبدع فالكتاب بالنسبة له مجرد مدخل لعملية الإبحار التي يخوض فيها عقله مجاهل المعرفة ووديان الثقافة وغابات التأمل الكثيفة وحين ينتهي من القراءة ينتهي الكتاب ولا تنتهي الرحلة أبدا
فالكتاب مجرد شرارة لا تنطفئ أبدا طالما القارئ أخذ يزكيها من خياله ومن قراءته الأخري ، أو وضع كتاب آخر يقوي به تلك الشرارة حتي لاتنطفئ
مذكرات كزانوفا مذكرات غرامية للمدعو كازانوفا ولكن النقاد والأدباء والموسوعات لم تهتم بها علي أنها مجرد مذكرات عاطفية بل علي أنها تاريخ لحقبة من الحقب ، تاريخ للطبقة الارستقراطية في هذا العصر بالذات الذي كان يعيش فيه كازنوفا ،
قرأت كلام دكتور حسين مؤنس عن رواية الأمريكي القبيح وقرأت كلام المترجم الذي وصفها بشخصية العم سام وقرأت الرواية وجدت مفارقات منها :
1- أننا نحن الثلاثة حسين مؤنس والمترجم وأنا قرأنا الرواية من زوايا مختلفة وكانت النتائج التي توصلنا لها أيضا مختلفة
2- اتفقنا علي شئ واحد وهو فشل الخارجية والسفراء الأمريكان
3- لم يتعرض أحد إلي الجوانب الجيدة في الرواية والتي تذكر طريقة خطيرة في التعرف والتقرب لأي شعب من الشعوب وهي الطريقة التي أبتدعها مجموعة من الأمريكان الذين كسروا البرتوكولات وتعاملوا مع الوضع بصورة شخصية وهذه في رأي أهم ما في القصة
4- أنا الوحيد من الثلاثة الذي أنتمي إلي عصر آخر ربما كان هذا سببا في اختلاف زاوية النظر ، وأعني بانتمائي لعصر آخر الزمن والطموح والهموم والآمال ، فتلك عوامل تؤثر علي زاوية النظر ودرجة الرؤية
فن القراءة الإبداعية 3زاوية النظر ودرجة الرؤية هذا آخر ما وقفت عنده في المقال السابق لذا دعونا نبدأ به ما الذي يحدد زاوية النظر ودرجة الرؤية ؟
إنه أنت
أنت هنا لا تعني رغبتك الواعية أو اختيارك بل تعني أكثر من ذلك تعني ثقافتك وخبرتك ونفسيتك تعني ميولك وأهوائك تعني روحك
فأنت من يحدد معاني الكلمات ويجعل لها سقفا أو يحبسها في أضيق نطاق
هذا الكلام مرعب ، لأنه يجعل من القراءة للتعلم أمر شديد الصعوبة وهو فعلا كذلك ، كنت بالماضي أعجب من كثير من الكتاب المشهورين بولعهم بالقراءة وحرفيتهم فيها وكثرة ما قرأوا ويقرأون بالمقارنة بإنتاجهم الهزيل أو عدم وجود بصمة تتناسب مع حجم مقرؤاتهم
فوجدت أنه يقرأ بروحه لا يقرأ بروح من يقرأ لهم
أي يضع حجابا كثيفا بينه وبين المعاني التي يمكن أن يحصل عليها من بعض أو كثير من الكتب التي صافحت عيناه خلال حياته الطويلة
فزاوية النظر ودرجة الرؤية يحددها عوامل كثيرة يمكننا أن نجملها بقولنا أنت ، أو روحك أو نقول بتفصيل ثقافتك أو ميولك انتماءك عقيدتك وأيدولوجيتك حالتك النفسية تجاربك وخبرتك طموحك وآمالك خيالك إدراكك وعيك أحلامك ....
إذن فإعداد النفس للقراءة الإبداعية يبدأ من الروح يعني تخليص الروح من الشوائب أو تزكية النفس وهذا ما كان يحض عليه سلفنا رضي الله عنهم ويقولون تخليص النية لله
فلو لم يكن لك نية في القراءة نية صادقة خالصة تغيرت زاوية النظر ودرجة الرؤية وهذا هو ما يؤدي في الحقيقة إلي الخلاف والاختلاف وإلي الشقاق
وكلما عملت علي تحسين نيتك وصدقت مع الله كلما تحسنت زاوية النظر وزادت درجة الرؤية أو الوضوح
عدة مقالات كنت كتبتها في مدونة خطوات نحو التغيير
أنقلها هنا مجمعه
فن القراءة الإبداعية 1
هل القراءة سهلة أم صعبة ؟
هل القراءة تحتاج إلي إبداع ؟
هل الإبداع في القراءة يمكن تحوله إلي فن ؟
ثلاث أسئلة مهمة جدا ينبني عليها صرح شامخ اسمه المعرفة والمعرفة هي القوة المطلقة والسلطة العليا للعصر الراهن
لو سألنا أي قارئ عن القراءة هل هي سهلة أم صعبة لأجاب علي الفور دون أدني تلكؤ بأنها عملية سهلة جدا ، فهو يمارسها كما يمارس عملية التنفس
ولو سألنا آخر لا يحب القراءة لقال العكس
وإجابة الرجل الذي لايحب القراءة ولا يمارسها بأنها صعبة هي إجابة صحيحة ولكن من وجهة نظر خاطئة لماذا ؟
تخيل أمامك كوب من الماء نصفه فارغ ونصفه ملئ وصف لي هذا الكوب ، تلك تجربة قديمة نصنف بها الناس إلي متفائل ومتشائم
فمن يصف النصف الملئ للكوب نصفه بأنه متفائل ومن يقل أن الكوب نصفه فارغ نقول بأنه متشائم
تلك هي الرؤية الكلاسيكية والتي توازي القراءة الكلاسيكية
ولكن هل ممكن أن يصف رجل الأضواء المنعكسة علي سطح الماء أو سطح زجاج الكوب أو المنضدة الموضوع عليها الكوب أو الخلفية
هل يتحدث أحد عن الظلال ، عن التركيب الكيميائي للماء ،
علي الماء الثخين الذي يستعمل في صنع الأسلحة الذرية وأنه موجود في الماء ، علي جبال الثلج المتجمدة من ملايين السنين وأن اليابانيين يجرونها بعد تحليلها ليشربوا منها
تلك رؤي مختلفة لنفس المنظر يوازيها قراءة مختلفة لنفس النص
قام أحد علماء النفس بتجربة أمام مجموعة من مدمني الكحول وهي أنه قام بإحضار دودتين وكوبين أحدهما من الماء والآخر من الكحول ، ثم وضع الدودتين كل واحدة في كوب الدودة التي في الكحول ذابت من أثر الكحول ، أما الثانية فلقد زحفت حتي وصلت لجدار الكوب ومنه تسلقت حتي خرجت خارج الكوب ، ثم سأل الدكتور الناس ماذا استفادوا من تلك التجربة ؟
فقال بعضهم أننا لما نشرب الكحول يموت كل الدود اللي في بطننا وبالتالي نتطهر منه ( وهذا عكس تماما ما أراده الدكتور من التجربة )
وقال آخرون أن الكحول يقضي علينا كما يقضي علي الدود وبالتالي أقلعوا عن تعاطي الكحول ( وهذا هو المراد من التجربة )
تجربة واحدة ولكن نتائج واستنتاجات مختلفة تصل لحد التناقض
هذا أيضا موجود في القراءة
منذ فترة كنت أعير كتبي لأصدقائي ( وقد أقلعت عن تلك العادة ) وحين استرددت بعض الكتب المُعارة وجدت أحد أصدقائي وضع علامة علي أحد الأجزاء في الكتاب وبجوارها كتب هذا هو الحل
نظرت إلي المقطع المشار إليه بأنه هو الحل وجدت أن الكاتب إنما ذكر الطريقة القديمة التي كان الناس يتبعونها في الماضي وأنها لا تصلح للعصر القادم في حين أن صديقي ظن أو فهم أن هذا هو الحل
نعم القراءة ليست سهلة وهذا هو جواب السؤال الأول
هل القراءة سهلة أم صعبة ؟
هل القراءة تحتاج إلي إبداع ؟
هل الإبداع في القراءة يمكن تحوله إلي فن ؟
ثلاث أسئلة مهمة جدا ينبني عليها صرح شامخ اسمه المعرفة والمعرفة هي القوة المطلقة والسلطة العليا للعصر الراهن
لو سألنا أي قارئ عن القراءة هل هي سهلة أم صعبة لأجاب علي الفور دون أدني تلكؤ بأنها عملية سهلة جدا ، فهو يمارسها كما يمارس عملية التنفس
ولو سألنا آخر لا يحب القراءة لقال العكس
وإجابة الرجل الذي لايحب القراءة ولا يمارسها بأنها صعبة هي إجابة صحيحة ولكن من وجهة نظر خاطئة لماذا ؟
تخيل أمامك كوب من الماء نصفه فارغ ونصفه ملئ وصف لي هذا الكوب ، تلك تجربة قديمة نصنف بها الناس إلي متفائل ومتشائم
فمن يصف النصف الملئ للكوب نصفه بأنه متفائل ومن يقل أن الكوب نصفه فارغ نقول بأنه متشائم
تلك هي الرؤية الكلاسيكية والتي توازي القراءة الكلاسيكية
ولكن هل ممكن أن يصف رجل الأضواء المنعكسة علي سطح الماء أو سطح زجاج الكوب أو المنضدة الموضوع عليها الكوب أو الخلفية
هل يتحدث أحد عن الظلال ، عن التركيب الكيميائي للماء ،
علي الماء الثخين الذي يستعمل في صنع الأسلحة الذرية وأنه موجود في الماء ، علي جبال الثلج المتجمدة من ملايين السنين وأن اليابانيين يجرونها بعد تحليلها ليشربوا منها
تلك رؤي مختلفة لنفس المنظر يوازيها قراءة مختلفة لنفس النص
قام أحد علماء النفس بتجربة أمام مجموعة من مدمني الكحول وهي أنه قام بإحضار دودتين وكوبين أحدهما من الماء والآخر من الكحول ، ثم وضع الدودتين كل واحدة في كوب الدودة التي في الكحول ذابت من أثر الكحول ، أما الثانية فلقد زحفت حتي وصلت لجدار الكوب ومنه تسلقت حتي خرجت خارج الكوب ، ثم سأل الدكتور الناس ماذا استفادوا من تلك التجربة ؟
فقال بعضهم أننا لما نشرب الكحول يموت كل الدود اللي في بطننا وبالتالي نتطهر منه ( وهذا عكس تماما ما أراده الدكتور من التجربة )
وقال آخرون أن الكحول يقضي علينا كما يقضي علي الدود وبالتالي أقلعوا عن تعاطي الكحول ( وهذا هو المراد من التجربة )
تجربة واحدة ولكن نتائج واستنتاجات مختلفة تصل لحد التناقض
هذا أيضا موجود في القراءة
منذ فترة كنت أعير كتبي لأصدقائي ( وقد أقلعت عن تلك العادة ) وحين استرددت بعض الكتب المُعارة وجدت أحد أصدقائي وضع علامة علي أحد الأجزاء في الكتاب وبجوارها كتب هذا هو الحل
نظرت إلي المقطع المشار إليه بأنه هو الحل وجدت أن الكاتب إنما ذكر الطريقة القديمة التي كان الناس يتبعونها في الماضي وأنها لا تصلح للعصر القادم في حين أن صديقي ظن أو فهم أن هذا هو الحل
نعم القراءة ليست سهلة وهذا هو جواب السؤال الأول
فن القراءة الإبداعية 2في صفحة الوفيات نقرأ التعازي ولكن هل نقرأ غيرها هناك من قرأ من صفحة الوفيات عبرفترة من الزمن أسماء شخصيات مهمة ورتبها العسكرية وضم هذه المعلومات معا وكان سببا في انتصار دولته في الحرب إذ أصبح لديهم كشف بالرتب العسكرية واسماء الجنرالات وغيرها
تلك قراءة إبداعية
فالقراءة الإبداعية هي قراءة شئ لم يذكره الكاتب ، أو لم يقصده ، ليست قراءة ما بين السطور بل قراءة ربما مالم يخطر علي قلب أو خاطر الكاتب نفسه
القراءة الإبداعية هي طريقتك أنت في توظيف النص المقروء لتحل مشاكلك أنت التي لا يعرفها الكاتب ، أو التي ربما عرفها ولكن لا يعرفك أنت وبالتالي لا يعرف خصوصياتك أنت التي تقلب موازين النصائح رأسا علي عقب
سؤال كان دوما يحيرني القراءة أم التفكر ؟
القراءة الإبداعية هي قراءة النص ليلهمك ويجعلك تفكر ، فالقراءة هي مفتاح الخيال فمن تقيد بما هو مكتوب فذلك قارئ كلاسيكي أما القارئ المبدع فالكتاب بالنسبة له مجرد مدخل لعملية الإبحار التي يخوض فيها عقله مجاهل المعرفة ووديان الثقافة وغابات التأمل الكثيفة وحين ينتهي من القراءة ينتهي الكتاب ولا تنتهي الرحلة أبدا
فالكتاب مجرد شرارة لا تنطفئ أبدا طالما القارئ أخذ يزكيها من خياله ومن قراءته الأخري ، أو وضع كتاب آخر يقوي به تلك الشرارة حتي لاتنطفئ
مذكرات كزانوفا مذكرات غرامية للمدعو كازانوفا ولكن النقاد والأدباء والموسوعات لم تهتم بها علي أنها مجرد مذكرات عاطفية بل علي أنها تاريخ لحقبة من الحقب ، تاريخ للطبقة الارستقراطية في هذا العصر بالذات الذي كان يعيش فيه كازنوفا ،
قرأت كلام دكتور حسين مؤنس عن رواية الأمريكي القبيح وقرأت كلام المترجم الذي وصفها بشخصية العم سام وقرأت الرواية وجدت مفارقات منها :
1- أننا نحن الثلاثة حسين مؤنس والمترجم وأنا قرأنا الرواية من زوايا مختلفة وكانت النتائج التي توصلنا لها أيضا مختلفة
2- اتفقنا علي شئ واحد وهو فشل الخارجية والسفراء الأمريكان
3- لم يتعرض أحد إلي الجوانب الجيدة في الرواية والتي تذكر طريقة خطيرة في التعرف والتقرب لأي شعب من الشعوب وهي الطريقة التي أبتدعها مجموعة من الأمريكان الذين كسروا البرتوكولات وتعاملوا مع الوضع بصورة شخصية وهذه في رأي أهم ما في القصة
4- أنا الوحيد من الثلاثة الذي أنتمي إلي عصر آخر ربما كان هذا سببا في اختلاف زاوية النظر ، وأعني بانتمائي لعصر آخر الزمن والطموح والهموم والآمال ، فتلك عوامل تؤثر علي زاوية النظر ودرجة الرؤية
فن القراءة الإبداعية 3زاوية النظر ودرجة الرؤية هذا آخر ما وقفت عنده في المقال السابق لذا دعونا نبدأ به ما الذي يحدد زاوية النظر ودرجة الرؤية ؟
إنه أنت
أنت هنا لا تعني رغبتك الواعية أو اختيارك بل تعني أكثر من ذلك تعني ثقافتك وخبرتك ونفسيتك تعني ميولك وأهوائك تعني روحك
فأنت من يحدد معاني الكلمات ويجعل لها سقفا أو يحبسها في أضيق نطاق
هذا الكلام مرعب ، لأنه يجعل من القراءة للتعلم أمر شديد الصعوبة وهو فعلا كذلك ، كنت بالماضي أعجب من كثير من الكتاب المشهورين بولعهم بالقراءة وحرفيتهم فيها وكثرة ما قرأوا ويقرأون بالمقارنة بإنتاجهم الهزيل أو عدم وجود بصمة تتناسب مع حجم مقرؤاتهم
فوجدت أنه يقرأ بروحه لا يقرأ بروح من يقرأ لهم
أي يضع حجابا كثيفا بينه وبين المعاني التي يمكن أن يحصل عليها من بعض أو كثير من الكتب التي صافحت عيناه خلال حياته الطويلة
فزاوية النظر ودرجة الرؤية يحددها عوامل كثيرة يمكننا أن نجملها بقولنا أنت ، أو روحك أو نقول بتفصيل ثقافتك أو ميولك انتماءك عقيدتك وأيدولوجيتك حالتك النفسية تجاربك وخبرتك طموحك وآمالك خيالك إدراكك وعيك أحلامك ....
إذن فإعداد النفس للقراءة الإبداعية يبدأ من الروح يعني تخليص الروح من الشوائب أو تزكية النفس وهذا ما كان يحض عليه سلفنا رضي الله عنهم ويقولون تخليص النية لله
فلو لم يكن لك نية في القراءة نية صادقة خالصة تغيرت زاوية النظر ودرجة الرؤية وهذا هو ما يؤدي في الحقيقة إلي الخلاف والاختلاف وإلي الشقاق
وكلما عملت علي تحسين نيتك وصدقت مع الله كلما تحسنت زاوية النظر وزادت درجة الرؤية أو الوضوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق